الثلاثاء، 18 مارس 2008

الحصار



الموسيقيون الفلسطينيون داخل اسرائيل يعانون من الحصار العربي
(24/10/2007)
حيفا-ا.ف.ب
يعاني الموسيقيون الفلسطينيون داخل اسرائيل من حصار يفرض على فنهم من قبل الدول العربية كونهم يحملون الجنسية الاسرائيلية, فيما يجاهدون للمحافظة على الموسيقى والتراث العربيين في مجتمع لا يشجع فنهم.
وقال الموسيقي حبيب شحادة حنا من بلدة الرامة في الجليل الاعلى "نحن منقطعون عن العالم العربي بسبب جواز سفرنا ومن غير الممكن ان نكون جزءا من المؤسسة الاسرائيلية كون امتدادنا الثقافي والروحي فلسطيني عربي".
وحبيب شحادة حنا كان قد وضع موسيقى "جدارية" الشاعر الفلسطيني محمود درويش وعرضت في سورية وفي عدد اخر من دول العالم .
وحصل حبيب شحادة حنا مؤخرا على احدى ارفع الجوائز الاسرائيلية لتلحينه موسيقى فيلم "زيارة الفرقة" الذي يروي قصة زيارة فرقة موسيقية مصرية الى اسرائيل.
وقال لوكالة فرانس برس "هذه هي التجربة الاولى لي لتلحين عمل اسرائيلي لانني منفصل عن المشهد الثقافي الاسرائيلي, لكن فكرة الفيلم انسانية لذا اعجبتني وقمت بتلحين الموسيقى".
وقال "العالم العربي ينظر بشكل سيىء لفلسطينيي الداخل ولا اعتقد ان هناك اي منتج مصري او لبناني سيدعوني لتأليف موسيقى لفيلمه, كما ان اسرائيل لن تطلب منا تلحين اي عمل ان لم تكن على قناعة باننا سنكون اكثر كفاءة وتفوقا مما عندها, فواقع التمييز العنصري رهيب هنا".
من جانبه اكد الموسيقي نسيم دكور من بلدة ترشيحا القريبة من الحدود مع لبنان "نحن الموسيقيين الفلسطينيين مظلومون, نتعب اكثر من اي فنان اخر لاننا نريد ان نثبت انفسنا محليا وعربيا وعالميا وهذا التحدي يدفعنا للوصول بكفاءة الى شركات عالمية والانتشار من خلالها".
واوضح دكور ان "الفنان العربي يجد في الدول العربية معاهد موسيقية ومدارس فنية وموسيقيين لاحتضانه, كذلك الامر مع اليهود الاسرائيليين ففي كل مدينة اسرائيلية مدرسة موسيقى مدعومة اما من الحكومة او من المؤسسات المختلفة".
وقال "اما نحن فعلينا ان نشق طريقنا بايدينا فلقد كنت اول عربي تعلم في اكاديمية الموسيقى في اسرائيل عام ,1977 وقبل 12 عاما ساهمت في تأسيس قسم الموسيقى الشرقية في الاكاديمية وعلمت الة العود فيها".
ويطمح نسيم دكور الى اقامة معهد موسيقي في بلدته ترشيحا عندما تسمح الحالة.
اما المغنية ريم تلحمي من مدينة شفاعمر في الجليل التي تخرجت من الاكاديمية الموسيقية الاسرائيلية قسم غناء اوبرا فقالت "نحن نعاقب من العالم العربي لاننا نحمل جواز سفر اسرائيلي لكننا فلسطينيون حتى النخاع".
واضافت "شركات الانتاج العربية المقاطعة للتطبيع تطبق علينا هذه المقاطعة كأننا ممثلون لدولة اسرائيل".
واكدت "من الطبيعي ان يكون امتدادنا الثقافي والفني في العالم العربي, والبعض من فنانينا انتشر عالميا ولا يعرفه العالم العربي وهذا محزن جدا".
وتابعت "غنيت في مصر, رغم كل النقد عني ووجود فنانين كبار في عروضي, كما غنيت في مهرجان قرطاج وحاولت الانطلاق الى امتدادي العربي لكننا لم نجد قبولا".
واوضحت انها غنت جدارية محمود درويش في سورية "وكانت من احلى العروض. الاحساس مختلف هناك, كما ردود فعل الناس" موضحة "لكني ذهبت مع المسرح الوطني الفلسطيني وليس كفنانة ريم تلحمي التي تحمل الجنسية الاسرائيلية".
ورأت تلحمي انه "بسبب الحالة الفلسطينية يتوقع منا ان تكون كل اغانينا اناشيد وطنية, لكن من الممكن ان تكون اغانينا وطنية وملتزمة وتتحدث ايضا عن الحب والحياة مثلما تغني الفنانة فيروز وماجدة الرومي مثلا".
اما الفنانة امل مرقص من بلدة كفر ياسيف من الجليل الغربي التي اطلقت اسطوانتها الجديدة قبل اسبوع بعنوان "نعنع يا نعنع" وهي اغان من التراث مثل اغاني العرس الفلسطيني انتجت هذه الاسطوانة على حسابها الخاص وقالت "نحن نحفر الصخر باظافرنا لنثبت اننا فنانون".
واضافت "انا انتشرت عالميا وعندما اذهب لاغني في اي دولة في العالم مثل البرازيل واسبانيا وبريطانيا فالقاعة تمتلىء بالجمهور المحلي, ولا تقتصر على الجمهور العربي".
وتابعت "نحن نعيش حصارا مزدوجا على اعمالنا الفنية, حصارا عربيا واخر هو رقابة اللوبي اليهودي الذي يتواجد بكثافة في شركات توزيع الاسطوانات العالمية ويفرضها على اعمال الفنانين الفلسطينيين لانه غير معني باظهار الفن الفلسطيني والهوية الفلسطينية".
وقالت "انا لا اعرف كيف اسوق اسطوانتي في العالم العربي او انشرها".
اكدت" اشعر بالمهانة عندما اقوم بعملية التسويق وحدي, اذهب من محل لاخر, وابيع اسطوانتي بعد العروض وهذا مرهق ومستنزف للطاقة, لان انتاج اسطوانة على حسابنا الخاص مكلف جدا".

ليست هناك تعليقات: