الثلاثاء، 18 مارس 2008

جداريه



"جدارية" تتألق في دمشق: إقبال جماهيري كبير وترحيب نقدي متميز
عــ48ـرب/ عبير النابلسي
19/11/2006 12:26
عاد إلى البلاد، نهاية الأسبوع الماضي، طاقم مسرحية "جدارية"، بعد أنهى الطاقم عروضه المسرحية في الدورة الثالثة عشر لـ "مهرجان دمشق للفنون المسرحية"، حيث تلقى "المسرح الوطني الفلسطيني" (الحكواتي) في القدس، دعوة للمشاركة في المهرجان عن طريق وزارة الثقافة الفلسطينية، تمت بالتنسيق مع النائب د.عزمي بشارة ومساعدته.و"جدارية" هي من إخراج نزار أمير زعبي، وإعداد خليفة ناطور، وتمثيل: مكرم خوري، خليفة ناطور، ريم تلحمي، ربى بلال، جميل خوري، ريمون حداد، رانية طحان، موسيقى: حبيب شحادة، إضاءة: فيليب دي، تصميم ملابس: حمادة عطا الله، تصميم الأقنعة: عبد السلام عبدو، ومساعدة المخرج: ثريا طه.وقد شهد العرض الذي قدمته الفرقة بمسرح "دار الأسد للثقافة والفنون"، وسط دمشق، إقبالا كبيرا سواءً من عموم الجمهور أو الباحثين أو النقاد المسرحيين أو الاعلاميين من مختلف البلدان العربية الذين يتابعون هذه الدورة. وبالرغم من تقديم عروض لفرق أخرى بموازاة عرض الفرقة الفلسطينية، إلا أنّ قاعة "دار الأسد" امتلأت عن آخرها، خصوصًا وأنّ المسرحية حظيت إلى جانب مسرحيات وأسماء عربية بارزة في فنون المسرح، بتكريم المهرجان.وعبرت إدارة المهرجان عن رغبتها في التواصل الثقافي وضرورته، ومن هذا المنطلق تم نقاش موضوع تنفيذ عمل مسرحي مشترك فلسطيني- سوري، إلى جانب طرح فكرة إنتاج عمل مسرحي عربي كبير يضم أكثر من عشر دول، بضمنها فلسطين. ولم تخيب فرقة "المسرح الوطني" ظنّ الجمهور بها، حيث استطاعت أن تشدّه إليها من بداية العرض إلى آخره، ليس فقط بمضمون النصّ، بل أيضا بطريقة إخراجه وبالكفاءة العالية للفنانين مكرم خوري من حيفا، والفنان خليفة ناطور من قلنسوة، والفنانة ريم تلحمي من شفاعمرو، والفنانة ربى بلال من مدينة الناصرة، في الحفاظ على التناغم بين المضمون والحركة، تأكيدًا على تجربتهم العريقة مع الخشبة.وقد حضر العرض ما يقارب 1300 شخص. وقد اهتمت الصحافة والتلفزيون والفضائية السورية بالفرقة وذلك بإجراء عدد من المقابلات التي تمت مع مدير المسرح الوطني جمال غوشة، وطاقم المسرحية. ومن الذين شاهدوا عرض "الجدارية" مدير المسرح الوطني التونسي، الفنان محمد ادريس، الذي رغب في استضافة العرض في تونس. كما أشاد النقاد بالعرض وقالوا انه يجب ان يعرض في كل العالم . وبالرغم من عدم تمكن تقنيي المسرح الوطني من الدخول إلى سوريا، إلا أنّ العرض تم بشكل جيد جدا حيث تمكن تقني مسرح القصبة، الفنان معاذ الجعبة، وتقنيو "دار الأسد" من تنفيذ العرض بمساعدة المخرج. وقد شارك المخرج الممثلين بالتمثيل بسبب عدم تمكن الممثل رمزي الجعبة من حضور المهرجان. كما زار طاقم الفرقة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. وكتب راشد عيسى في صحيفة "السفير" اللبنانية: "أعتبر عرض "جدارية محمود درويش" بمثابة الهدية التي قدمها "مهرجان دمشق للفنون المسرحية" لجمهوره؛ فإذا كنا نجد من الصعوبة، بل من غير المجدي، تحويل الشعر إلى المسرح، فإن العرض الفلسطيني، الذي أخرجه أمير نزار زعبي، قلب تصوراتنا المسبقة عن علاقة الشعر بالمسرح، حين قدّم تصوراً ومعادلاً بصرياً مدهشاً لقصيدة درويش الملحمية والبالغة الصعوبة. "يأخذ العرض من القصيدة صورة شاعر على فراش الموت يصارع حقائق الفن، والشعر، والزوال. الشاعر على سرير الموت في مشفى بأطباء وممرضين كثر، يرتدون ملابس بيضاء وأقنعة لها وجوه الفئران. الشاعر والسرير المفردة الأساس التي يُبنى عليها وحولها، فإذا كان الشاعر في غيبوبته يستحضر الشاب الذي كان فإن العرض يأتي به حياً على الخشبة، وهكذا يتوزع النص الذي ينطق به لسان شاعر إلى ألسنة كثيرة، يستطيع الشعر أن يقول: "سأصير يوماً ما أريد"، ولكن "هذا هو اسمك" تقولها الطبيبة كما لو كان الأمر وصفة طبية، وبالطبع فإن صوت الأنثى في القصيدة للأنثى، أما نشيد الجموع فهو للجموع، الذين يؤدونه غناء أو بما يشبه ترتيل جوقة إغريقية، أو كنسية."ويتابع عيسى: "العثور على أصوات درويش الكثيرة في الـ "جدارية" واحد من منجزات العرض، كما العثور على صور وتشكيلات حركية رديفة. وإذا كانت الجدارية، القصيدة غوصا في الإنساني، الوجودي، فإن العرض لم يضيّع تلك الروح؛ فمشاهد الموت كانت موت الشاعر الإنسان، لا موتاً خصوصياً، فولكلورياً، ومشاهد السفر والاغتراب هي اغتراب البشر، لا مشاهد نزوح وتهجير. تغيب فلسطين كرموز وعناصر مباشرة، وتحضر في روح القصيدة، وروح العرض، الذي هو في النهاية سيرة محمود درويش. كما تحضر في عالمية الأداء الفلسطيني التي نلمسها مع إيليا سليمان، وهاني أبو أسعد، وأمير نزار زعبي أخيرًا".

ليست هناك تعليقات: